ولد السيد الإمام محمد رشيد رضا الحسيني الحسني عام 1282هـ الموافق 1865م، في بلدة القلمون، طرابلس، منتمياً إلى أسرة كريمة النسب من العترة النبوية الشريفة. وبيت آل رضا، بيت المشايخ، هو بيت علم ودِين وقيادة وريادة.
نَشَّأَهُ والده على العلم وتتلمذ على يد مشايخه: حسين الجسر، ومحمود نشَّابة، وعبد الغني الرافعي. وعندما صار عمره ثلاثة وثلاثون عاماً سافر إلى الأسكندرية ثم إلى القاهرة حيث: «اتصلت بالأستاذ الإمام(الشيخ محمدعبده) من أول يوم طلعت عليَّ فيه شمس القاهرة»، وصارحه بأنه ينوي أن يجعل من الصحافة ميداناً لعمله الإصلاحي، وأقنع التلميذ شيخه بأن يلقي درساً في التفسير في الأزهر ليقوم هو بنشره في مجلة «المنار» التي أنشاها لأجل التربية والتعليم، ونشر العقيدة الإسلامية الصحيحة لمقاومة الجهل والشبهات والخرافات والبدع، فكان لمنار رشيد رضا الأثر الكبير في نهضة الأمة.
توفي محمد رشيد رضا يوم الخميس 23 من جمادى الأولى 1354هـ الموافق 22 من أغسطس - آب 1935م. وكانت آخر عبارة قالها في تفسيره: «فنسأله تعالى أن يجعل لنا خير حظ منه بالموت على الإسلام»، وذلك عقب تفسيره دعاء يوسف عليه السلام: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين}[يوسف:101]